✍️ .... التحضير النفسي لاجتياز الامتحانات
مسؤولية تتقاسمها القلوب والعقول
في كل موسم دراسي ، تتهادى الامتحانات على الأبواب، لا بصفتها اختبارات معرفية فحسب، بل كمرايا تعكس مقدار التوازن بين ما حفظ في العقل، وما استقر في النفس. وهنا، لا يكون التحضير الورقي هو الفاصل وحده، بل ينهض التحضير النفسي ليظهر الفارق الأوضح بين طالب يبلي بلاء الصادقين، وآخر تهزم الظنون قبل الأسئلة.
إن مسؤولية التحضير النفسي لا تلقى على عاتق الطالب وحده، بل تتقاسمها جهات متعددة، تتنوع أدوارها لكنها تتوحد في الهدف: صناعة الطمأنينة.
أولا:
الأباء، منارة السكينة
البيت هو أول قاعة امتحان، وفيه تزرع بذور الثقة. فكل كلمة يقولها الأب، وكل نظرة توجهها الأم، تساهم إما في بناء جدار الأمان، أو في تشييد هواجس مؤثرة. على الوالدين أن يعلما أبناءهم أن الامتحان وسيلة لا غاية، وأن النجاح الحقيقي ليس في الدرجة، بل في قمة النضج الذي تولده التجربة.
ثانيا:
المعلم، رسام الطمأنينة
المعلم ليس فقط ناقل للمعلومات، بل مهندس المشاعر. حين يبشر طلابه بأنهم قادرون، و يذكرهم بأن الخطأ خطوة نحو الفهم، يفتح لهم نوافذ الراحة وسط ضغط التوقعات. فكم من طالب أبدع لأنه سمع من أستاذه: "أنا أؤمن بك".
ثالثا:
الإداري، حافظ المناخ التربوي
قد يغفل البعض دور الإداري، لكنه أشبه بالقائد في غرفة تحكم. التنظيم الجيد، التوقيت المناسب، التخفيف من الإجراءات المربكة، كلها عوامل تشحن الجو الدراسي بإحساس منظم، خالٍ من الفوضى.
الإدارة الحانية تشعر الطالب بأنه في بيئة عادلة، مما يقلل من توتره ويزيد من عطائه.
وأخيرا وليس آخرا، الطالب، شريك و ليس ضحية.
على الطالب ألا يختزل نفسه في ورقة امتحان، بل أن يثق بأن جهده مقدر، وأن الفشل -إن وقع- ليس نهاية الحياة، بل بداية لوعي أعمق. و ليتذكر أن في الطمأنينة عزا، وفي الدعاء سندا، وفي التوكل عطاء لا ينضب.
التحضير النفسي ليس رفاهية تربوية، بل ضرورة إنسانية. وإذا تقاسم الجميع هذه المسؤولية بوعي، ستولد أجيال لا تهاب الامتحان، لأنها تعلمت أن التهيئ يبدأ من الداخل، حيث تكمن القوة الحقيقية.
✍️ الزهرة العناق ⚡
05/05/2025
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية